الديفا سميرة سعيد ومن لا يعرفها، الفنانة المغربية التي برزت في مجال الفن والغناء المغربي والعربي منذ نعومة أظافرها، الفنانة التي شرفت المغرب في مجموعة من المحافل المغربية والعربية والدولية، وعرفت منذ بداياتها في فترة السبعينات من القرن 20 بفنها المغربي الأصيل وصوتها العذب والمميز، وهي من الفنانات المغربيات القلائل اللواتي برزن بقوة في تلك الفترة رغم أن الفنانات المغربيات كن بنسبة ضعيفة جدا.
إلا أن سميرة تمكنت من أن تضع بصمتها المميزة في المجال، واشتهرت بمجموعة من الأعمال الفنية التي كانت تؤديها بطريقة احترافية وبإحساس لا مثيل له تشعرك وهي تؤدي الأغنية وكأنها تعيش قصتها من أعماق قلبها، وهنا يظهر اختلاف الفنان المحترف عن الفنان العادي.
أولا / نشأة الفنانة و الديفا سمرة سعيد :

الديفا سميرة سعيد المغنية المغربية التي لقبت بأسطورة الفن العربي المتميز، ولدت في العاشر من شهر يناير 1958 بمدينة الرباط، و دخلت عالم الفن والغناء وهي في سن مبكرة جدا، حيث لاقت التشجيع الأكبر من أسرتها وعائلتها ودخلت الفن عام 1968، وهي في عمر 9 سنوات فقط، حيث تميزت بالظهور بمشاركتها في برنامج اكتشاف الأصوات الغنائية ” مواهب “.
وفيه تمكنت من جذب الأنظار نحوها وذلك بفضل موهبتها الرائعة وصوتها الشجي، وبعدها تمكنت من البروز في الساحة الفنية المغربية في تلك الفترة بعدد من الأعمال الغنائية التي قدمتها ومنها أغنية ” أنا مغلوبة ” وأغنية أش بيني وبينو ” ثم أغنية ” كيفاش تلاقينا ” وغيرها من الأعمال الناجحة.
ثانيا / دراسة الديفا سميرة سعيد وتخصصها :

لم يكن الفن ودخول مجال الغناء والاحتراف فيه يشكل عائقا أمام الديفا سميرة سعيد المتألقة ،لإكمال دراستها، فقد اجتهدت كثيرا ودرست تخصص اللغة الفرنسية بجامعة الرباط حيث أكملت تكوينها وتعليمها بشغف دون الابتعاد عن مجال الفن والغناء، و كانت لها مجموعة من المشاركات منذ طفولتها وحتى في شبابها أيضا في عدة أعمال فنية غنائية إضافة إلى مشاركتها المتميزة في مسلسل تحت عنوان ” مجالس الفن والأدب ” إضافة إلى كونها أصدرت الاسطوانة الأولى لها التي تحمل مجموعة من الأغاني المتميزة بالمغرب عام 1970 والتي كانت تحت عنوان ” لقاء “.
ثالثا / البحث عن الاحترافية والتألق خارج المغرب :

تعتبر الديفا سميرة سعيد من أولى الفنانات المغربيات التي لم تقتنع باحترافيتها في المغرب ولم تقبل بالبقاء منحصرة فقط على محيط واحد، بل قادها طموحها الكبير وشغفها لتنتقل إلى مصر بحثا عن التألق، حيث بلغت شهرة كبيرة لم تكن في الحسبان، وتعاملت في أعمالها الفنية مع كبار الملحنين وكتاب الكلمات المخضرمين المصريين.
وهذا التعامل الضخم الذي جمعها بنخبة من مؤلفي الأغاني وكبار الملحنين في تلك الفترة جعل منها مطربة العصر ونجمة ساطعة ببريقها اللامع والبراق في سماء الأغنية العربية بالقاهرة، حيث ذاع صيتها ليصل إلى كل بلدان العالم العربي واكتسبت شهرة خيالية جعلت منها الفنانة المتألقة التي تصدر العديد من الأغاني المميزة ومشاركتها في الكثير من السهرات والحفلات، وتمكنت من بلوغ منصب في عالم الفن والغناء لم تستطع أي فنانة مغربية الوصول إليه حتى الآن سواء على الصعيد المغربي أو العربي أو العالمي.
رابعا / الانجازات الكثيرة التي حققتها الديفا سميرة سعيد:

ساهم انتقال الديفا سميرة سعيدة إلى القاهرة في فتح المجال أمامها لتتألق في سماء الأغنية العربية، خاصة قربها وتعرفها على المحترفين الكبار في هذا المجال من ملحنين ومؤلفين موسيقيين وكتاب كلمات الذين يأتي على رأسهم الملحن الكبير محمد الموجي والموسيقار بليغ حمدي وهو ملحن الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم، إضافة إلى الملحن محمد سلطان.
وهذا ما ساهم بشكل كبير في تألق الديفا سميرة سعيد التي كانت دائما وما تزال حتى الآن تحرص على اختيار الأجود في الأعمال لتقدمها إلى جمهور تعود على المميز منها، كما أنها دائما ما تكون حريصة على أن تكون في قمة الإبداع وهي على خشبة المسرح في حفلاتها التي تحييها.
خامسا/ إصدار العديد من الألبومات وتحقيق نجاح مبهر:

تعاونت الديفا سميرة سعيد مع نخبة مهمة من الفنانين في أعمالها التي قدتها في مشوارها الفني لا سيما الموسيقار الكبير بليغ حمدي وعلى مستوى مجموعة من الأغاني والألبومات الكثيرة التي برز أربعة منها وحققت نسبة نجاح كبيرة على التوالي، وهي : ” خلاص حبينا ” ثم تعاملت معه في البوم ” أحلام الأميرة ” وتم ذلك عام 1979 و تعاملت معه أيضا في ألبوم ” توه ” وذلك عام 1978 إضافة إلى ألبوم ” ماليش عنوان ” عام 1986.
كما تعاملت مع نخبة كبيرة من الموسيقيين الكبار في مصر وأصدرت الكثير من الأعمال الفنية والألبومات التي حققت نسبة نجاح مبهرة لم تكن الديفا سميرة سعيدة تتوقعها، ومنها ” الحب اللي أنا عيشاه ” و عمل ” علمناه الحب ” وأيضا ألبوم ” بعد يومين ” الذي أحدث ضجة كبيرة في تلك الحقبة الزمنية والذي ما زال عليه الإقبال إلى يومنا هذا.
سادسا/ نقلة جديدة إلى عالم الفن والأغاني الخليجية :

لم تكتفي الفنانة المغربية و الديفا سميرة سعيد بتعاونها مع الملحنين الكبار بمصر، فبفضل صيتها الذي ذاع في العالم العربي، أصبحت محط إعجاب الكثير من الموسيقيين الذين رغبوا في التعامل معها من خلال مجموعة من الأعمال المميزة، حيث حدثت نقلة نوعية جديدة في حياة سميرة سعيد الفنية بغنائها مجموعة من الأغاني الخليجية التي قام بتلحينها الراحل طلال مداح من بينها ” مشوار الحياة ” ولتتناثر عليها بعد ذلك، كمية كبيرة من الأغاني الأخرى باللهجة الخليجية التي تغنت بها الديفا سميرة سعيد وتمكنت من إتقانها بكل سهولة لتصل إلى قلوب الملايين من الأشخاص، وهي الأعمال التي قامت فيها بالتعامل مع نخبة كبيرة من الملحنين والموسيقيين وكتاب الكلمات من بينهم عبد الرب إدريس .
سابعا / الديفا سميرة سعيد وتجربة السينما الرائعة :

تألقت الديفا سميرة سعيد في الساحة الفنية منذ دخولها المجال واحترافه، وذلك بدا ظاهرا من خلال النجاح الساحق الذي حققته ووصلت إليه أعمالها الفنية، لتدخل الفنانة سميرة تجربة فنية جديدة في حياتها وهي تجربة التمثيل ودخول السينما حيث قدمت أحد الأفلام السينمائية الناجحة في تلك الفترة والذي كان عنوانه ” سأكتب اسمك على الرمال” وشاركها التمثيل نخبة كبيرة من الفنانين المصريين، وهو العمل الذي قدمت فيه مجموعة من أغانيها الرائعة التي عرفت نجاحا كبير ومميزا من بينها أغنيتها ” يا دمعتي ” وأغنية ” شفت حبيبي”.
ثامنا / الديفا سميرة سعيدة أيقونة المهرجانات والحفلات:

كانت الفنانة سميرة سعيد وما تزال رمزا مشرفا للفن المغربي نموذجا رائعا للمرأة المغربية، فقد حققت نجاحا كبيرا على صعيد العالم العربي وفي كل مكان لم تصل إليها حتى الآن أي فنانة مغربية غيرها، وذلك من خلال أعمالها الرائعة والناجحة والتي تبقى راسخة في ذهن الجمهور العربي عامة والجمهور المغربي خاصة، وقدمت الكثير من الحفلات والسهرات وشاركت في مجموعة ضخمة من المهرجانات في كل الدول العربية وفي عدة دول غربية.
وأصدرت الكثير من الألبومات التي لاقت النجاح الكبير لدى الجمهور الذي يعشقها ، ومكنها نجاحها من حصد الكثير من الجوائز العربية والعالمية على مدار سنوات طويلة، إضافة إلى الإنجاز الذي تعتبره الديفا سميرة سعيد الأضخم والأهم في حياتها وهو حصولها على وسام ملكي من درجة ” قائد ” من الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش عام 2009.
تاسعا / الديفا سميرة سعيد تميز وتألق في الأعمال:

تعتبر الديفا سميرة سعيد من بين الفنانات العربيات التي ما تزال مستمرة في الساحة الفنية بأعمال راقية ومميزة، وبروزها في الساحة الفنية منذ صغرها مكنها من أن تصبح فنانة بكل ما في الكلمة من معنى، حيث عايشت الحقبة الزمنية التي برز فيها الفن الجميل، كما أنها عايشت فترة الأغنية الشبابية التي أبدعت فيها وقدمت العديد من الألبومات التي راقت الجمهور المغربي والعربي، كما أنها تعتبر من بين الفنانات اللواتي التقين الراحل عبد الحليم حافظ الذي نصحها بالانتقال إلى القاهرة وإطلاق أعمالها لتنال حقها من التميز والنجاح في الساحة الفنية.
عاشرا / سميرة سعيد الزوجة والأم لابن وحيد:

تزوجت الديفا سميرة سعيد خلال حياتها مرتين، حيث كانت المرة الأولى من الملحن والموسيقار الكبير المصري هاني مهنا وبعد طلاقها منه، تزوجت من زوجها الثاني مصطفى النابلسي المغربي المقيم بأمريكا وهو أب ابنها الوحيد شاذي المزداد سنة 1995، وبعدها لم تتزوج مرة أخرى وبقيت تعيش بمصر رفقة ابنها الذي تجمعها به علاقة قوية يغمرها الحنان والحب والصداقة ويشكلان أروع ثنائي للأم وابنها .