الزفاف المغربي من أهم الأحداث التي قد تعيشه الأسرة المغربية رفقة الأهل والأحباب والأصحاب، وهو حلم كل فتاة مغربية ، لما يتميز به من عادات وخصائص قد لا تجدها في مكان آخر ولا في بلد آخر، فلكل، بلد تقاليده واحتفالاته الخاصة بالزفاف ، والمغرب ليس استثناء، فالزفاف المغربي التقليدي مليء بالعادات الرائعة والعمليات المتقنة ، من حفلة الحناء إلى يوم الزفاف الذي يعد فلكلورا شعبيا تاريخيا وتراثيا مميزا، و من المؤكد أن العنصر الأكثر سحرا فيه، هو فساتين الزفاف التي تختارها العروس لارتداءها في ليلة زفافها وحتى تبرز فيها وكأنها أميرة الحفل التي تكون العيون عليها بارزة بقوة ومن كل الحاضرين.
خصائص مميزة لا تجدها إلا في الزفاف المغربي الأصيل:

عندما تقول الزفاف المغربي، فأنت تتحدث عن حفل لا مثيل له حتى في تفاصيله الصغيرة، ففيه ترتدي النساء جميع أنواع القفاطين والتكشيتات التقليدية المتنوعة، من مختلف الألوان والقوام والأشكال والزخارف، كما يرتدي الضيوف الرجال عادة بدلات عصرية أو جلابيب مغربية تقليدية، و بدوره يرتدي مجموعة من الألبسة المغربية المتنوعة بين العصري والتقليدي، والتي يقوم بتغييرها خلال الحفل بين مرتين إلى 3 مرات ، عكس العروس التي قد تغيير القفاطين من 6 إلى 14 قفطان خلال ليلة الزفاف، وهذا ما يجعل الزفاف المغربي يسمى بالفولكور المغربي الذي يتم فيه تقديم مجموعة من التقاليد والعادات المغربية الخاصة بكل مدينة على حدة.
طقوس تحضير العروس في الزفاف المغربي :

الحديث عن الزفاف المغربي قد لا تكفي فيه سطور قليلة وذلك لما يتميز به من خصائص وعادات متنوعة لا يمكن إلا أن تكون مميزة وممتعة، ومنها طقوس تحضير العروس في هذا اليوم، وهذا يبقى عمل السيدة التي تسمى عادة ” النكافة “ وهي وصيفة العروس التقليدية التي تهتم بلباسها وتنسيق قطع الأكسسوارات وتعديل الجلسة أو ما يسمى بـ ” البرزة المغربة” أي المكان الذي تجلس فيه العروس مع عريسها طيلة ليلة الزفاف المغربي، كما أن هذه السيدة تسمى أيضا بالأخصائية النسائية التي تستأجرها عائلة العروس للمساعدة في الاستعدادات للزفاف، وتقوم بمهام مثل مساعدة العروس خلال يوم الحمام التقليدي.

كما أنها تساعد في حفل الحناء قبل الزفاف، وفي يوم الزفاف نفسه ، تقوم بتصفيف شعر العروس ومكياجها وتنظيم فساتين الزفاف وإكسسواراتها بالمجوهرات، حيث تأتي بألوان وأنماط وتصاميم ومجوهرات مختلفة تتماشى مع كل إطلالة تختارها العروس، وهناك سبعة فساتين زفاف تقليدية مغربية ترتديها العروس في المغرب خلال يوم زفافها، والتي كانت في وقت مضى 14 فستانا إلا أنه قد تم تقليصها إلى سبعة .
قفطان النطع المزخرف من خصائص الزفاف المغربي:

يعتبر القفطان الأخضر المطرز بالذهبي أو قفطان النطع كما تتم تسميته في بعض المدن المغربية، أو قفطان بن الشريف، من أبرز القطع الأساسية والمهمة في يوم الزفاف المغربي، فلا يمكن للعروس أن تدخل قاعة الحفل دون أن يكون من بين القطع الرئيسية التي تبدأ بها الليلة، وهو قفطان خاص بنقش حناء العروس، حيث تختاره العروس وتساعدها النكافة في ارتدائه والدخول به في أول ظهور لها في قاعة الحفل أمام الضيوف.

وتجلس به في البرزة لنقش الحناء على يديها وقدميه في انتظار دخول العريس مرفقا بعائلته محملين بالهدايا الخاصة بالعروس والتي تسمى الدفوع، وتكون العروس غيرمكشوفة الوجه حيث تضع قماشا شفافا على وجهها إلى حين دخول العريس فيزيله عن وجهها قبل الجلوس إلى جانبها، ويعد هذا القفطان الأخضر قاسما مشتركا بين كل عرائس المغرب، وقد شهد أيضا تطورا في السنوات الأخيرة ليتحول إلى مجموعة من الألوان الأخرى التي تختار منها العروس حسب ذوقها إلا أن الأخضر يبقى دائما الأصل وأول اختيار للعروس والمفضل لديها.
التكشيطة البيضاء لمسة مهمة في الزفاف المغربي :

تعتبر التشكيطة البيضاء من بين الفساتين التقليدية المغربية التي تقبل العروس المغربية في الزفاف المغربي على ارتداءها، حيث تدخل القاعة مرة ثانية بعد نقش الحناء، وهي محمولة على متن العمارية أو ما يسمى بالهودج باللغة العربية، والتي يحملها 4 إلى 6 رجال هم من مساعدي النكافة، وهذه الخطوة من أهم الخطوات في الزفاف المغربي.

والتي لا يمكن أن تجدها إلا في المغرب، حيث تكون العروس مرتدية التشكيطة البيضاء المزخرفة بالنقوش التقليدية واللامعة ببريقها الساحر والعروس ترتديها وكأنها أميرة في تلك الليلة، ويتم الرقص بالعروس وهي على متن العمارية وتلوح للضيوف من الأعلى على إيقاعات الأغاني الشعبية المغربية الخاصة بهذه الخطوة التي تسمى العمارية.
ارتداء اللبسة الفاسية من طقوس الزفاف المغربي :

تعتبر اللبسة الفاسية من القطع التقليدية المهمة التي لابد للعروس أن ترتديها في الزفاف المغربي، وهي تعود في الأصل إلى مدينة فاس، وتسمى أيضا اللبسة الكبيرة نسبة إلى حجمها الكبير وشكلها والمجوهرات المتقنة المصاحبة التي تكون معها، ويمكن أن تكون باللون الأبيض أو الأحمر أو الأخضر، وهذه الألوان غالبا ما تكون ممزوجة بالصقلي الحر الذهبي أو الفضي، وكانت من التقاليد الضرورية جدا إذ لا يمكن أن يمر عرس مغربي دون أن تكون حاضرة فيه، إلا أنها أصبحت الآن من الألبسة التي تمر مرور الكرام نظرا لثقلها .

فحينما تختارها العروس تدخل بها القاعة في العمارية مرة أخرى أو مل يسمى الميدة، حيث يرقص بها مساعدي النكافة هي والعريس الذي يكون مرتديا بدوره الجلبابة المغربي لفترة ثم تخرج بسرعة لإزالتها وذلك بسبب ثقلها وحجمها الكبير ما يجعل معظم العرائس غير قادرات على البقاء بها مدة طويلة، ورغم ما تشعر به العروس من تعب بسبب ثقلها وكثرة مكوناتها، ورغم التحديات التي تواجهها العرائس المغربيات فإنهن يصررن على ارتداءها وذلك لجمالها وتاريخها العريق.
اللبسة الرباطية من القطع الراقية في الزفاف المغربي:

تعد اللبسة الرباطية من أجمل إطلالات القفاطين، وتميز بأسلوب التطريز الرباطي الذهبي بالنسبة لمدينة الرباط، ومارست النساء المغربيات أسلوب التطريز هذا على مر العصور ، وتختلف أشكاله باختلاف المدن المغربية، ويمكن للعروس اختيار ارتداء القفطان الأنيق باللون الأزرق أو الأحمر، في بعض الأحيان والأصفر والوردي في بعض الأحيان ، قد ترتديه من قطعتين ، قفطان ودفينة مفتوحة من الأعلى ، مربوطان بحزام ذهبي أو ما يسمى بالمضمة، وغالبا ما تكون المضمة مصنوعة من الحرير أو المعادن النفيسة ، مثل الذهب أو الفضة أو النحاس النادر، تزينها أحيانا الأحجار الكريمة مثل الياقوت والزمرد واللؤلؤ، وتتنوع في شكلها من عصر إلى آخر مع الحفاظ على لمستها الرباطية التي تعود لمدينة الرباط.
اللبسة الصحراية طقس حاضر في الزفاف المغربي :

اللبسة الصحراوية تشبه فستان الزفاف الذي ترتديه النساء الموريتانيات، واللبسة مكونة ” الملحفة” بعرض أربعة أمتار ولا يزيد طولها عن 61 سم، مثل العديد من فساتين الزفاف الأخرى في المغرب ، فهي تأتي بألوان وتصاميم عديدة، وتذكر هذه الألوان والأنماط بالزي الذي ترتديه المرأة الصحراوية النموذجية أينما ذهبت، ويبرز الفستان من خلال الإكسسوارات والمجوهرات التقليدية الرائعة، وترتدي العروس الصحراوية تاجا مصنوعا من العنبر والصدف.
وكما أنها ترتدي عقدا من اللؤلؤ الطويل مثل المسبحة والأساور الفضية، كما ترافق الفستان الحلي المصنوعة من الخشب والقرون الحيوانية ، والشظية المعدنية المرتبطة بعدة سلاسل، الحلقات المزينة بالتأثير الأفريقي البدائي هي مرافقة فريدة أخرى، وبالطبع ، هناك “الخلاخل” وأساور الكاحل المصنوعة من معدن الجلوش التي تحب النساء الصحراويات ارتدائها.
اللبسة السوسية فساتين مهمة جدا في الزفاف المغربي:

تعتبر اللبسة السوسية من الفساتين العريقة الأمازيغية التي تعشقها المرأة المغربية خاصة التي تنتمي إلى المناطق البربرية، وتتميز هذه اللبسة بمجموعة من الألوان إلا أن الغالب فيها هو الأحمر دم الغزال وبعض الأحيان يكون الأصفر حاضرا بقوة أيضا، هذا بالإضافة إلى تنورة طويلة بالأهداب تكون مصاحبة للقفطان وتكون باللون الأبيض مرصعة بالصقلي الحر وتكمل اللبسة مجموعة من الأكسسوارات الفضية السوسية والممزوجة بمجموعة من الأحجار واللوبان البرتقالي والأحمر وترتيد العروس في هذه الأطلالة شبشب مغربي أو ما يسمى البلغة ، كما يدخل العريس أيضا مرتديا الزي الأمغازيغي الرجالي، حيث يرقصان معا الرقصة الأمازيغية رفقة الأهل والأصدقاء.
اللبسة الشمالية طقس تقليدي مميز في الزفاف المغربي:

تعد اللبسة الشمالية من الألبسة العريقة التي تنتمي إلى المنطقة الشمالية المغربية، وتتكون بشكل أساسي من الشدة ، وهو الزي التقليدي من طنجة، كما إنه زي تقليديقام بارتداءه النبلاء تاريخيا في المدينة الساحلية الشمالية، وترتدي العروس تقليديا شدة يوم زفافها لتمثيل النقاء والجمال، وهو من الفساتين العريقة جدا في المغرب،و يمكن أن تأتي هذه اللبسة أيضا بأشكال مختلفة حسب المدن والعائلات، وتتكون من قفطان مهيب متراكب عليه تطريز زهري ملون ومربوط مرة أخرى بالمضمة، إضافة إلى غطاء رأس مخروطي الشكل مصنوع من الأوشحة والمجوهرات يزين اللبسة ويكملها ويغطي حزام الحاجب والأقراط وسلسلة من اللؤلؤ والذهب الصدر بالكامل ، حتى الخصر.
اللبسة البيضاء هي ختام الزفاف المغربي:

اللبسة البيضاء هي ختام حفل الزفاف المغربي بعد ارتداء مجموعة من الفساتين المغربية أو القفاطين المغربية، والتي كانت في القديم 14 فستانا لتتقلص اليوم وتصبح 7 أو 5 حسب ما ترغب فيه العروس، وكل قفطان يمثل طقسا معينا ومنطقة مغربية معينة، ليكون الفستان الأبيض هو الأخير، وهذا الفستان قد يكون عبارة عن تكشيطة بيضاء اللون مرصعة بالأحجار ومصنوعة من خدمة المعلم المغربي، وفوقها ترتدي العروس برنوس أو سلهام كما يسمى باللهجة المغربية.
وحتى تغطى بالكامل ولا تتعرض للعين أو الحسد أثناء خروجها إلى الشارع، كما يمكن أن يكون عبارة عن الفستان الأبيض العادي المعروف في كل البلدان والذي ترتديه العروس قبل أن تخرج من قاعة الحفل والذهاب إلى بيت الزوجية، وهنا يبقى الاختيار للعروس حيث تختار الفستان حسب ذوقها أو ترتدي التكشيطة للحفاظ على التقاليد المغربية.
الزفاف المغربي طقس لا مثيل له في كل أنحاء العالم:

تعتبر الأعراس المغربية مناسبة مهمة جدا ، مليئة بالبهجة والتنوع والألوان وبالنسبة للعرائس المغربيات ، تعتبر هذه الأزياء التقليدية عنصرا مهما جدا في هذا اليوم الخاص، حيث تحب معظم العرائس ارتداء فستان الزفاف الأبيض الغربي بنهاية الاحتفال، ويفعلن ذلك أثناء تقطيع الكعكة ، من أجل تحقيق حلم كل فتاة صغيرة في الشعور وكأنها أميرة، وفي بعض الأحيان ، تضيف العرائس المغربيات فساتين الزفاف التقليدية لدول أخرى في مجموعتهن ، مثل فساتين الزفاف الهندية أو الصينية التقليدية ، اعتمادا على رغبة العروس الشخصية.