الزواج الناجح لا يحتاج إلى المال الكثير أو العلم الكثير أو حتى الغنى الفاحش أو الحب وحده فقط لنجاحه، فالكثير من الأشخاص لا سيما المقبلين على الزواج يعتقدون أن الحب هو أساس الزواج، طبعا الحب مهم جدا وضروري أكثر في العلاقة الزوجية، فهو عبارة عن توابل تعطي طعما لطبخة الزواج بين الطرفين، إلا أنه لا يكفي توفره لوحده دون مجموعة من المعايير الأخرى لتحقيق النجاح في العلاقة الزوجين.

إن فالحب يكون معيارا أساسيا لخلق الانجذاب بين المرأة والرجل وتولد تلك الشرارة الأولى بينهما والتي يجب العناية بها حتى لا تنطفئ ويصبح الزواج عبارة عن مؤسسة فاشلة يعمها البرود، ورغم مكانته القوية بين الطرفين إلا أنه ليس كافيا لضمان الزواج الناجح، ولهذا سوف نقدم لكم من خلال مجلة بنت الناس مجموعة من النقط الأساسية والمهمة والتي يجب أن تتوفر في العلاقة لضمان الزواج الناجح بين الطرفين والتي تتمثل في الآتي :
النقطة الأولى توفر المودة والرحمة :
الزواج الناجح بين طرفين لا يمكن أن ينبني على أسس دون أخرى، فالحب في العلاقة الزوجية التي تكون ناجحة لا يكفي، بل يجب أن تتوفر أمور أخرى في الطرفين معا قبل أن يكون الحب معيارا، فالزواج الناجح يجب أن تتوفر فيه المودة أولا بين الزوجين، بحيث يكون الطرفين يشفق على الآخر يهتم به في مرضه يرحمه من التعب والشقاء يضعه في أولوياته.
فإذا كان الحب مشاعر جميلة فالمودة بين الزوجين سلوك أجمل، يدل على الإنسانية والتقدير لكل واحد منها للآخر، إضافة إلى الرحمة التي تعتبر أمرا مهما جدا بينهما، فلا يجب أن يبادلا بعضهما البعض مشاعر الحب فقط، بل يجب أن يكون سلوكهما نحو بعضهما البعض يدل على ذلك الحب بالفعل قبل الكلام.

النقطة الثانية توفر الأمانة بين الطرفين :
يعتبر الزواج الناجح بين الطرفين هو من الأمور الاولية التي يجب على الإنسان أن يتم بها في حياته، وان يبذل قصارى جهده لتحقيقه، لا سيما أن الزواج يكون طيلة العمر وليس لشهر أو شهرين لهذا يجب على كل واحد من الأزواج أن يختار الشريك المناسب، الذي تتوفر فيه مجموعة من الشروط والمعايير الأساسية حتى يكون الزواج ناجحا.
وأولها الأمانة، وهي ضرورية ومهمة جدا، فالأمانة تدل على الثقة بين الطرفين، وهذا ينتج عنه حفظ وصون كل منهما الآخر في حضوره وغيابه وحفظ عرضه وحفظ أسراره وعدم البوح بها للآخرين، فضلا عن حفاظهما معا على الشفافية فيما بينهما وفي كل الأمور قدر الإمكان، وتجنب الكذب الخيانة اللذان يعتبران من أكثر الأمور التي تؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية.

النقطة الثالثة توفر الاحترام بين الزوجين :
الزواج الناجح في الحياة الزوجية يتطلب من الطرفين تطبيق مجموعة من الأمور المهمة، والتي يعتبر الاحترام من أهمها، فإذا انعدم الاحترام في العلاقة الزوجية حتى وإن كان هناك حب بين الطرفين فلن يدوم أبدا إذ أن قلة الاحترام تقتله وتدمره وتجعل الزواج بدلا من أن يكون مؤسسة أسرية ناجحة ملؤها المحبة والسعادة تصبح جحيما مدمرا للمشاعر، فالاحترام هو أساس لنجاح أي علاقة كيفما كان نوعها وليس فقط على مستوى الزواج.
فعندما تصبح العلاقة الزوجية مليئة بالإهانة سواء من الزوج لزوجته أو العكس، والتي تكون متبادلة بينهما، تقتل الشعور بالحب وتؤدي إلى دمار العلاقة الزوجية في أغلب الأحيان، لهذا لابد من توفر الاحترام في الزواج الناجح بين الطرفين ويجب على كل واحد منهما أن يقدر الآخر، فالتقدير من أهم العناصر التي تقود إلى الشعور بالراحة والطمأنينة والرغبة في العطاء دائما، إضافة إلى الشعور الرائع بتلك الحياة الزوجية السعيدة.

النقطة الثالثة توفر الاستقلال في حياتهما:
الزواج الناجح غالبا ما يكون مبنيا على مجموعة من الأسس والمعايير المهمة والضرورية، والتي يعتبر الاستقلال أهمها، إذ يجب على الطرفين أن يعيشا حياة زوجية مبنية على الاستقلال بنفسيهما بعيدا عن أي تدخل من قريب أو من بعيد من العائلة أو الأصدقاء، فتدخل الآخرين في حياة طرفين تجمعهما علاقة زواج من الأمور التي تدمر العلاقة، خاصة تدخل الأهل في كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، فالزواج الناجح يحتاج دائما إلى بناء خلية مستقلة بالزوجين معا، دون تدخل من أي شخص، مع احترام الأهل طبعا وتقديرهم والحفاظ على مكانتهم العالية والالتزام بكل شيء ضروري اتجاههم، فبهذه الطريقة يعيش الطرفان حياة مريحة لهما وللعائلة أيضا.

النقطة الرابعة المشاركة في كل شيء:
من المعايير والركائز الأساسية لتحقيق الزواج الناجح، لابد على الزوجين أن يتصفا بخصلة المشاركة بينهما، والتي يجب أن تكون في كل شيء، كالمشاركة في مهام البيت والمشاركة في القرارات المتخذة والمشاركة في مناقشتها قبل اتخاذ القرار فيها، إضافة إلى المشاركة في الهوايات حتى وأن كانت مختلفة، فلا بأس أن يشارك الزوج شريكة حياته كل ما تحب القيام به.
وهي أيضا يجب عليها القيام بنفس الشيء لخلق جو ممتع بينهما وتجربة أشياء مختلفة عن كل منهما، فليس من الضروري أن تلغي الزوجة كل ما تحبه حتى تحب ما يرغب به زوجها أو يقوم الزوج بذلك، فالحياة الزوجية ليست أن يصبح الطرفان توأم ملتصق، بل يجب على كل منهما مشاركة الآخر كل شيء وهنا تكمن المتعة الحقيقية، إضافة إلى مشاركة الجانب المادي إذا كانت الزوجة موظفة ومشاركة الجانب المعنوي أيضا.

ملحوظة :
الحياة الزوجية المميزة والزواج الناجح ، لا يمكن أن يقتصر على نقطة واحدة فقط، بل هناك عدة نقط رئيسية مهمة نذرنا الأهم منها لكم والتي يجب على الطرفين تطبيقها، حتى يعيشان في سلام داخلي وخارجي وأيضا حتى يستطيعا تذوق المعنى الحقيقي للحب، وهو المعيار الذي يولد مع كل ما ذكر حتى وإن لم يكن متوفرا قبل الزواج فكل هذه الخطوات والنقط المهمة تقود إلى خلقه وتقويته بين الزوجين، والذي تكون ثمرته أطفال هم أزهار وحلاوة الحياة بين الطرفين .

[…] فيها التفاهم والراحة النفسية بين كل الأطراف، لا بد على الأزواج أن يتعلموا لغة التواصل الاجتماعي فيما بينهم، إذ أنها […]