القفطان المغربي التقليدي جزء من التراث الثقافي المغربي، وهو تحفة فنية لطالما كان لها مكانها المفضل في خزانة الملابس الخاصة بالمرأة المغربية ، وتجدها اليوم قطعة مميزة وحاضرة بقوة في تصميم الأزياء الراقية ، ولاكتشاف بلد ما لا بد من اكتشاف المعالم الأثرية وجمال التراث ومناظره الطبيعية على مستوى هذا البلد، لكن عندما يكون الحدث عن المغرب هنا لا يمكن الاقتصار فقط على المعالم والمناظر الطبيعية، وإنما يصل إلى اكتشاف كل خصائص التقاليد والعادات التي ترتبط بفن العيش المغربي، ولمسة اللباس المغربي التاريخي التي تتمثل في مجموعة من الأزياء التي يعتبر القفطان واحدا منها، لا سيما أن هذا الزي يجمع بين الأصالة والمعاصرة وبين كل ما هو مميز في الصناعة التقليدية الخاصة باللباس.
القفطان المغربي التقليدي ظل محافظا على هويته التقليدية منذ قرون:
على عكس بعض البلدان الأخرى التي فقدت هويتها ، تجد المغرب من أكثر الدول التي تفتخر بهويتها التقليدية العريقة وحضارتها الفريدة من نوعها، فقد استطاع القفطان بكونه زيا مغربيا أن يشق طريقه خارج الحدود ليصل إلى العالمية والتعريف به كزي مغربي تقليدي أصيل، وهو اللباس الذي يشهد يوما بعد يوم إقبالا كبيرا من طرف عشاق الذوق الرفيع، وأصبح من الأزياء التي ذاع صيتها فوق كل منصات العروض بمجموعة من الدول خاصة الشهيرة بمجال الموضة كباريس ولندن ، وهذا يعود إلى جهد المصممين البارعين الذين يسعون من خلال تصاميمهم الراقية بكشف خصائص القفطان وجماليته في كل أنحاء العالم.
القفطان المغربي التقليدي كان ومزال زيا تعشقه المرأة المغربية :
يمكن تعريف القفطان المغربي التقليدي بذاك الزي التقليدي الطويل ، الذي جمع مجموعة من اللمسات العريقة والخصائص التقليدية القديمة، ترتديه المغربيات في المناسبات والحفلات والأعراس، وهذا ما سام بشكل كبير في منحه تلك الشعبية العالمية وليس فقط الوطنية، كما أنه كان من القطع التي ترتديها المرأة في البيت منذ قرون، خاصة في فترة الستينات والسبعينات، إذ أنه يعبر عن هويتها المغربية الثقافية البارزة في عمق التاريخ المغربي.
كما أنه الزي الرسمي لدى أميرات القصر الملكي في المناسبات الرسمية والحفلات والأعراس ، وحتى في الخرجات الرسمية خارج الوطن، وقد بدأ هذا المنتج يكتسح ساعات الموضة في العالم بفضل المصممين الذين قدموه من خلال عروض الأزياء، في عدة مناسبات، اعتمادا على اللمسة الشخصية لكل مصممين على حدة، ورغم التطور الكبير والملحوظ الذي عرفه القفطان المغربي التقليدي، إلا أنه بقي محافظا على أصالته وعراقته التقليدية التي يتوارثها المغاربة من جيل لآخر، ما ساهم بشكل كبير في حب الكثير من الناس لا سيما المشارقة لهذا الزي الرائع.
القفطان المغربي التقليدي زي كان في البداية للرجال :
في البداية ، كان القفطان المغربي التقليدي لباسا يرتديه الرجال، وكان يأخذ أشكالا متنوعة ومختلفة غير أشكاله النسائية الحالية، وقد كان أقل شهرة من الآن بعد أن أصبح زيا نسائيا بامتياز، حيث تم تبنيه من قبل العائلة المالكة المغربية خلال عهد أسرة المرينيين، وبعد ذلك اكتسب شعبية وتم اعتمادها عالميا، وبعد التطور الهائل الذي شهده القفطان المغربي، والذي كان في البداية يتم ارتداه دون حزام أو ما يسمى بـ ” المضمة” أصبح الآن القطعة الراقية التي تعشقها كل النساء، ولا يمكن أن تدخل بيتا مغربيا أينما وجد إلا وجد أن صاحبة البيت وبناتها يمتلكن ولو قطعة واحدة من القفطان المغربي، فهو من الضروريات جدا في كل خزانة مغربية.
كما أن جماليته الساحرة والمتنوعة وألوانه الرائعة وزخارفه المختلفة والتطرزاته المتشابكة والممزوجة بمجموعة من الخامات، هي أمور ساهمت في جعل هذا الزي لباسا مهما داخل وخارج الوطن، حيث تم تكريمه في مجموعة من المحافل الوطنية والدولية، وقد ساهمت عروض الأزياء في باريس بالتأثير في نشر هذا الزي عالميا، إذ أصبح من الضروري لكل مصمم مبدع في تصميم القفطان المغربي، أن يبحث عن فرصة لتقديم تصاميمه الخاصة بالقفطان المغربي فوق منصات عروض الأزياء في باريس حتى يتمكن من حصد المزيد من المعجبين بهذه القطعة التاريخية والخالدة.
القفطان المغربي التقليدي جمالية في الألوان والخامات التقليدية:
لا يمكن أن يقتصر القفطان المغربي التقليدي على نمط واحد في الخامات، فرغم أنه من الأزياء المغربية التقليدية العريقة، إلا أن هذا لا يمنع المنصممين من التجديد فيه والتطوير في شكله والتحسين في خاماته والإبداع في قصاته، وذلك مع الحفاظ دائما على هويته المغربية التقليدية العريقة التي جعلته وبكل امتياز زيا فريدا من نوعه وقطعة تلقى الإقبال من كل أنحاء العالم، فهذا التنوع ما هو إلا جمالية خاصة بالعمق المغربي التقليدي، إذ تجد القفطان يجمع بين مجموعة من الخصائص التي تتناغم فيما بينها لتنسج لنا تلك القطعة المميزة بالطريز المتنوع والقصات العريقة مع خاصية الألوان الفريدة من نوعها، والتي تشهد تغييرا حسب الدارج في ساحة الموضة العالمية.
القفطان المغربي التقليدي جمالية خاصة لكل أنثى مغربية:
عندما تقودك الفرصة إلى حضور حفل مغربي، سواء كان عرسا أو حفل ولادة أو خطبة أو أي مناسبة رسمية، إلا وتجد القفطان المغربي التقليدي حاضرا بقوة كبيرة ، ترتديه النساء والفتيات بمختلف الأشكال والأنواع والتصميم، فهناك من ترتدي التكشيطة بقطعتين أو ثلاث قطع، وهناك من تختار القفطان الخفيف بقطعة واحدة وبحزام خفيف يسمى ” المجدول” وهناك من تقبل على ارتداء القفطان الرسمي الفاخر بقطعتين وبخامات أكثر فخامة، وبحزام ” المضمة” كل واحدة حسب رغبتها وحسب ذوقها.
المهم أن الأناقة المغربية تكون حاضر وبقوة، وبجاذبية خاصة لا يمكن أن تجدها إلا لدى المرأة المغربية، وهذا ما يعطي تلك الصورة عن الاختلاف المتميز في المناسبات المغربية عن غيرها، كما أن الغنى والتنوع من أكثر الأمور التي تجعل المغرب مختلفا عن غيره من البلدان الأخرى.