مدينة الصويرة عندما نرغب في التكلم عنها، قد تعجز الكلمات عن وصفها ووصف جمالها الساحر الذي جمع بين الطبيعة الخلابة، وجاذبية البحر الخاطفة للأنظار، فهذه المدينة ذات الألقاب المتعددة التي تسمى بمدينة الرياح ومدينة الموسيقى الكناوية والمهرجان العالمي الرائع، مدينة الصويرة أو الصويرة موغادور، هي القبلة الرائعة التي لا يمكن لزائر أن يحط رحاله فيها دون أن يعيد الكرة مرات ومرات عدة إليها.
فسحرها الفاتن لا يمكن إلا أن يسلب العقول ويشغل القلوب، بما تتوفر عليه من خصائص طبيعية وسياحية وثقافية وتاريخية عريقة تجعلك لا تنفك تفكر وتتساءل عن سرها الذي جعلها رغم صغر مساحتها أن تكون بهذا الجمال، وان تتساءل عن سر عشق وحب المغاربة والأجانب لها، حب تجده في قلب كل شخص سبق وزارها، والذي يزداد كلما تكررت الزيارة لها.

سحر موغادور يسرقك من العالم ليجذب إليها رغما عنك:
مدينة الصويرة التي تسحرك منذ الوهلة الأولى بما تتميز به من جمال طبيعي، تراه بمجرد الوصول إلى بابها الذي ترى من خلاله جمالية البحر السائدة على تلك البيوت البيضاء المرصعة بجمالية اللون الأزرق، تراه يحتضنها بكل حب ودون خوف ليمنحها صورة خارقة وخيالية لا يمكن أن تجدها في مدينة مغربية أخرى، وهي المدينة التي تنطبق عليها مقولة ” الماء والخضرة والوجه الحسن” رغم أنها قيلت عن مدينة بني ملال.
إلا أنه لا مانع أن تقال أيضا على مدينة موغادور، التي تستقبلك رياحها التي تشعرك أنك سافرت وانتقلت من عالم إلى عالم آخر، خاصة في فصل الصيف حيث تكون الحرارة مرتفعة في كل مكان، لكن مدينة الصويرة، تفتح لك ذراعيها لترحب بك وتقول لك أهلا بك في المكان المناسب الذي ستجعلك ترتاح من جو حار إلى جو قار ناعم حتى وإن صفحتك رياحها فلا تشعر بألم على العكس تحس تلك الصفعة وكأنها تقبلك في خدودك لتقول لك أنت هنا استمتع وعيش .

مدينة موغادور موقع تاريخي ونقطة سياحية مهمة :
لا يمكن أن تقول عن مدينة الصويرة إلا ما طاب من الكلام الراقي، الذي تجده يخرج من أعماق القلب، رغم أنها نقطة صغيرة في بحر السياحة المغربية، إلا أنها تشكل موقعا تاريخيا عريقا من درجته الأولى، فهي تمتاز بتلك الأسوار التي تجعلها في قلب محمي لتاريخها وجماليتها الساحرة، وتتميز بكل خصائص رائعة لا يمكن أن تجد لها مثيلا في مدن أخرى، فهي تعتبر من أكثر المدن التي تحتوي على جزيرتين كبيرتين تم تخصيصهما كمحميتين للأنواع نادرة من الطيور.
والتي يمكن للزائر أن يتجه إليها لاكتشافها واكتشاف معالمها، عن طريق استعمال القارب والتوجه خلال 15 دقيقة فقط، لكن دون النزول منه يمكن مشاهدة ذلك السحر الذي يزخر به المكان ويجعل الجزيرتين قمة في الروعة، فبالإضافة إلى ما تزخر به هذه الأماكن من أنواع الطيور المهاجرة، هناك أنواع أخرى من الصقور التي اختارت موغادور للاستقرار، لا سيما أن طقس ملائم جدا لها، ذلك الطقس الذي يجذب الزوار من كل حدب وصوب.

مدينة الرياح مزج بين الثقافة المغربية واليهودية :
من بين الخصائص التي تتميز بها مدينة الصويرة، أنها جمعت بين ثقافيتين مختلفتين وهما الثقافة المغربية والثقافة اليهودية، وذلك راجع لنسبة السكان فيها والتي تحتوي على الكثير من اليهود المغاربة، لا سيما في حي الملاح العتيق الذي يعج باليهود الذين اتخذوا من مدينة الصويرة مستقرا لهم ولعيشتهم وحياتهم وبناء مستقبلهم، وعندما تتجه إلى هذه المدينة وتنتقل بين أسواقها وساحاتها وفضاءاتها الساحرة والخلابة لا يمكن أن تجد فرقا بين المغاربة المسلمين أو المغاربة اليهود.
الكل متعايش في جو ملؤه الحب والسلام والتعايش السليم، خاصة أن نصف تجار المدينة من اليهود المغاربة، كما أن هناك مجموعة من العوامل التي تجمعهم بالمغاربة المسلمين والتي يتشاركون فيها دون التفريق بين أي منهم، هذا بالإضافة إلى الاشتراك في الثقافات التي يعد مهرجان كناوة واحدا منها، فبمجرد أن تشرع المدينة في الاستعداد لاستقبال هذا المهرجان وانطلاق فعاليات.
إلا وتجد اليهود المغاربة والمسلمين المغاربة بهذه المدينة متحدون ويدا واحدة لجعل هذا المهرجان الذي أصبح دوليا ويستقبل الزوار وعشاق هذا النوع الموسيقي من كل أنحاء العالم، حيث تتحول مدينة الصويرة خلال 4 أيام على التوالي إلى قبلة للسياحة الموسيقية الكناوية التي تجعلك تصادف مختلف الجنسيات وأنت تتنقل بين ساحاتها وأزقتها وشوارعها، وليس فقط في فترة المهرجان بل هذا ما أصبح سائدا فيها.

مدينة ساحرة لا تفقد سحرها مهما كانت الظروف:
لم تعد مدينة الصويرة تقتصر فقط على انتظار المناسبات الضخمة أو المهرجانات الكبيرة لتستقبل السياح وتفتح لهم الأبواب، وإنما أصبحت مدينة الرياح هذه ذائعة الصيت في كل أنحاء العالم، وتحولت إلى قبلة للزوار من مختلف الجنسيات الراغبين في عيش مغامرات مختلفة والاستمتاع بكل اللحظات وممارسة هوايات ورياضات متنوعة من بينها رياضة ” السورف ” التي تشتهر بها على الصعيد العالمي، وإقامة مجموعة من المسابقات الدولية فيها.
هذا بالإضافة إلى أنها تحولت أيضا إلى قبلة للمستثمرين والراغبات في فتح مشاريع سواء كانت كبيرة أم صغيرة، تتعلق بالمنتجات التي تشتهر بها هذا المدينة كالعرعار وزيت أركان وغيرها من المواد الطبيعية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل مدينة الصويرة أصبحت أيضا وجهة للراغبين في فتح مجموعة من المشاريع السياحية كالمنتجعات المتميزة بطبيعتها الخلابة والتي يتم اختيار أماكن راقية لتأسيسها، إضافة إلى دور الضيافة التي يتم اعتمادها والمطاعم السياحية وغيرها.

مدينة مميزة بخصائصها الخلابة وطيبة سكانها:
فكل من يرغب في فهم هذه المدينة والتعرف على خصائصها المميزة بين الطبيعية الخاطفة للأنظار، وبين جمالية خصائصها السياحية قد لا يجد عوائق أو عراقيل تمنعه من ذلك، خاصة أن المدينة تزخر بالكثير من الأسرار التي لا يمكنك أن تكتشفها من أولى زياراتك إليها، فكلما كثفت الزيارة وكررتها كلما اكتشفت شيئا جديدا، خاصة أنها مدينة مميزة بأجوائها التي تسحر الصغير والكبير، إضافة إلى طيبة وأخلاق سكانها الذين تجدهم يستقبلونك بوجه بشوش وابتسامة عريضة كأنهم يقولون لك أهلا بك بيننا ونحن سعداء بزيارتك التي نرجو أن تتكرر.
فمدينة الصويرة تبقى تلك المدينة التي يحبها الجميع، فرغم الجائحة التي ضربت العالم وأثرت على الاقتصاد العالمي بما في ذلك السياحة، فجائحة ” كورونا” لم تقف حاجزا أمام عشاق هذه المدينة والذهاب لزيارتها ولو خفية وخلسة، فالشوق عندما يأتي لا يمكن أن للإنسان أن يقاومه خاصة عندما يكون الأمر متعلقا بمدينة تريح الأعصاب وتزيل عنك التوتر والقلق وتجعلك في قمة الطمأنينة والراحة.